الأحد، 20 مارس 2016

هَلهوَلة ِحزن الجواهري
شعر : شاكر السماوي

هذه القصيدة كُتبت بمناسبة عودة الجواهري الئ الوطن عام ١٩٦٩ و بالذات مساء إذاعة الدعوة الموجهة إليه من قِبَلِ صالح مهدي عماش - نائب رئيس الجمهورية آنذاك.. و كانت في ١٩٦٨-٠٨-٢٦.
لقد إستعملتُ، كمحور إستهلالي لوَحدات هذه القصيدة.
عبارة " يا غريب الدار" عنوان القصيدة التي قد كتبتها حين أقام ببراغ بعد مغادرته الوطن... عهد القائد الوطني الشهيد عبد الكريم قاسم. لقد قصدت من توظيف "يا غريب الدار" في هذه القصيدة مُقارنه الغربتين و تبيان أن عودته في حالة الوطن تلك هي الغربة لا اغترابه ذاك.
هذا ما حدَست فيه القصيدة.
هذا ما حذرتْ منه
و هذا ما وقع.


يا غريب الدار، داري اتعنتِك...
روجه ِتشيل اشراعك الشاطيها.
يا غريب الدار، هامات السَّعف...
دنگت لك ...
توفي جرحك،
اللي فاض اعلئ الهِرِش يسگيها.
يا غريب الدار، إجنَّك...
الفرات اودِجله إجنَّك : اچفوف ِشهگتْ...
تشبگ اللي اخياله گمره،
حنَّت الوادي اوشواطي،
ريته منسيه عليها.
يا سِمانه...
يا سِمانه البرگعتنه، اوبرگعت "جعفر" وآخوته
ابيوم جيتك...
ِطلعت اصفوف الِجماجم من گبرها...اترِد سلامتك ذاك ياليله گَدرها،
البيها يتجدد حَديها، اوتصعد اتفوج اعلئ
گمره للنجوم اتمُر عليها، اتحني إديها، اوتنزل
اترتَّل مواكب...
بالسمَّه ايهلْهِل نعيها.
يا غريب الدار، ياما...
اترابي حَن الجِدمك ايمُر، حَنة اعمئ،
ِجفنه شاب اومارضع من نوره.
ياضميره...
يا ضمير اجداد - ياما -...
هبَّت الهمُ ريح خَضره تغسِل المَعموره.
بيك نلگئ الما لِگينه،
اوبيك حگنه اتشايمينه
يلّي چفك شيََد النه ابماي دِجله
امن الحِبر زقوره.
يا غريب ابراضه شوگگ، ابراضه ِگلَّه:
لا يهم ِجدمك، تراني...
جيت جايب كل دمع عيني سُوالف،
جَت ِتگلَّك :
- يا غريب الدار ِدجله، ذيچه ِدجله:
گلب يسبح بالجروح الما لِگت شاطيها
اتجيبه روجه...
اترده روجه...
والصواري ابظلمته منحوره.
اتجيبه روجه
اترده روجه...
اذراعه چَل اودفِته مكسوره.
سلوته ابضيم الليالي
طيف شاِرد عاف حتي انذوره!
يا غريب الدار هونك، وصّي ِجدمك:
هونه هونه
من يُمُر اعلئ الجسوره ابهونه.
خَلْ يخَل جفنك يطوف اعلئ الشواطي
اوخَلْ تشوف اعيونه...
يلگئ جرحك ذاكَ جرحك،
لِسَّه فايض يلهث اعلئ ارمالها.
اويلگئ كل ذيچ المِناير، من حزنها،
ابماي ِدجله امنِكسات اهلالها!
ترجِف...
ترجف، اوچنها ترتَّل بالفواتح
ع الرواح الما ِلگت يوم الدفن...
لا ِسدرها
اولا گبرها
اولا ِجدَم يبرالها.
يا غريب الدار، ِحلمك...
لو شفت دهلة فراتك ع الصُبٓخ مهجوره .
اولو ِشفِت من زود فيضه، اتصهَد لبس بوره،
لا تظن الفيض عافه، اولا تظن فيضه ِصدَف.
هذا جرح الله اعلئ گاعي...
اونبعه فاض اشما نشف.
لاچن!....
اوآخ اعلئ لاچن!..
اشما علئ زوده اعلئ عالي...
رمله ينكت بالچوالي!!
يا غريب الدار، گاعي...
اتعيش فوگ الگاع ِمثلك، هَمْ ِغريبه من گبل ماضيها.
تيهتها الناس، و حنه تهنه بيها...
تهية الناعور منسي اعلئ الشواطي،
يصدي بيها...
اوينحر اسنينه ابونينه،
اومن النواصي ينگل العاليها!
هذي گاعي: غيمه خضره اتزخ سنابل...
و الجراد ابعادته ايجازيها!
اوهذي گاعي: چانت اولسه ترئ...
عين جنه اتفيض گمره...
ع الچفوف التخبطُ ابصافيها!!
ياِهضيمتها هضيمة...
سيف، عايش خايف امن اگرابه!
اوياهضيمتنه هضيمة
گوز طاح امگطَّع ابنشابه!
يا غريب الدار، صبرك،
صبرك، اوحلمك عليها، لا تعاتب...
لو لگيت البور عشعش بالسواجي، و الصبخ واطيها!
اولا تعاتب...
لو لگيت الطير يمشي،
ايگصگُص الِجنحان بيده اوللقُفص يهديها!
اولگيت انجوم شُربت كل ضواها ...
اوعثرت ابناصيها...
لا تعاتب!
/تدري حچي امعاتبك ياذيها./
لا تعاتبها، اوتنكس
اجفون ِتذبَل من تشوف الذَّل عليها.
لا تعاتب، منته تعلم:
الجروح -ابعين اَهلها -
انجوم زِلگت من ِسماها...
اودفنت ابسچة ضواها ابشاره.
لا تعاتبها اوتشوَّغ جرح -طبعه-
من يموت اتموت حدره أسراره.
هذا طبعه، اومنته تدري:
عادة الجرح العراقي ...
مثل شمع الليل صنطه
يغسل ابدمعه اويجفن روحه بيده، اولا يفزز جاره.
لا تعاتب...
خَلْ ِعتابك،
خلّي لحنك يختنگ باوتاره
يا غريب ابدار غيرك :
- شنهو بُصرك بالغريب ابداره؟!
يا غريب الدار، وانت...
اتهدَّم،
اوروحك تشيَّد...
كون فوگ الكون، گلّي:
- وين نلگي بيت يحمي...
اوما تحِدنه اسواره ؟
يلّي شفت الغيب، گلّي
- يمتئ لحن الناس يلگئ اوتاره؟
يلّي تقرئ اگلوب، يلّي...
سحرك انطق بالجروح الثار گلّي:
- ابيا حرف يحچي الصواب أسراره ؟
يا غريب الدار، عطفك...
تون فز الجرح بيَّ،
اوراح يطلب من جروحك چاره
حيث جرحي اوجرحك انت انسابه،
و الدم...
ينخئ ع الدم لو تطفت ناره.
يا غريب الدار، عفوك...
عفوك آنه انسيت روحي ابحضرتك.
دولبتني ادموع حارت...
(- مدري تفرح؟
مدري تحزن؟
مدري تسهر؟
مدري تغض ابجيتك ؟)
عفوك آني...
اوگلبي يَشْهَد ..
مآني نيتي الجرح اشوغه،
اولا ِجزع چتفي الِحمِل،
لاچن احنه اتعودينه :
النحَّبه انخلّي برموشه كحِل.
بغداد
1968-08-26
ش.س

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق