الأحد، 20 مارس 2016

ساحة التحرير
شاكر السماوي
في ربيع - ١٩٧٢ كنتُ قد كتبتُ، ببغداد و بابل، القسم الأعظم من هذه القصيدة كمسودةٍ أولية، و عنوانتها بالعنوان أعلاه.../ لكنني مكرهاً انقطعتُ عنها إذ سقطت أوراق تلك المسودة كلُّها من مُغلفِها حين كنتُ علئ سفرٍ عائداً من بابل إلئ بغداد بصحبة عائلتي. لم يبقَ معي سوئ مقطع نقِش في ذاكرتي لكثرة مارددتهُ الحينذاك... و اعتزازاً به و بها نشرته يتيما في حزمةِ "خواطر شعرية-٣" الوارد في مجموعتي " العشگ و الموت و بنادم". / لقد ظلت الخطوط العامة للقصيدة عالقةً بتجسدٍ متوامض ، بين حين و آخر، في بالي./ و في ربيع -٢٠٠٥ تململتْ مُتر سباتها النشطة في الذاكرة و اتجهتْ صوبَ أن تحضر حبرياً و بالحاح ضاغطٍ راح يستكتبني إياها - و الأصح الراسخُ من إياها - مُستلاً خطوطها الأساس من مكامنِها اللاشعورية بسيولةٍ أدائية راحت تستعيدُني إليها علئ مدبَّها... فاستجبتُ حبرياً./ و لا أجزم مدعياً أنني قد عُدت إليها كما كنتُ فيها، أو أنني قد أعدتُها إلي كما كانت فيها بكيانها الأمُ و بذاتِ الخطوط و الظلال تلك... و لكني بتأكيد يستطيع أنْ يجزم أقول: أن هذه العائدة إلي و إليكم من غيهبها ذاك و طوتها النسيانات.../ و إلا فلنقُل، بعيداً عن الأسطرات الإبداعية حين تفرط في نرجسيتها: أنها القصيدة - الظل لتلك التي تأسست كأصل.
ش. السماوي
•••••••••••••••••••••


ساحة التحرير 
شاكر السماوي🌹
بغداد،
اوتوالي الليل، بيها الليل
تِسجَّى اسراب اسود ينمحي بالشوف
گبل ماينتهي من ليلته الليل.
وانه بين اللي بيَّ واللي بيهن،
چنت آسوح اوياي حدّاي
ألملم بعضي من بعضي،
وأجيب الجاي بالجاي
هلبت هاجسي البيَّ يرددني ساهر اوياي
واناجي ارواح تنده لي من زمنها الراح،
تناجيني، اوتريد اتبوح باللي ما بعد ينعاد.
بغداد،
اوتوالي الشوف، بيها الشوف
تماشن بالخواطر سيل يمشي ابسيل.
اوعلئ احدود الضوه المترمَّد اومنثور
والظلمه التندَّت ع السما حبات بلور،
مشي بيهن زمان الناس
ذاكرات ابذاكرات اتشوف - تنشاف:
هاله اشما محاها الراد والراد،
ترد هاله ابضواها اشما طُفَتَ تنعاد.
بغداد،
اوتوالي الناس، بيها الناس
سكارئ امن الصحو العتعت تواليها،
اوسكارئ امن السكر ذاك المشئ بيها
يدولبها الرصيف الراح ع الجاي مثل صوره ابخيال انشاف بين الكاس و الكاس.
وانه بين الناس هذي والناس
اهجس هاي روحي التمشي وياي
تآخذني اعلئ مدها روح تنداح:
خيالات اوخواطر تضوي ارواح،
تتماوج گرنڤال اشباح وارواح،
تجيني امن البعيد الأبعد امن الشوف
هالات ابمداها النور ينقاس.
اوتجيني من هذيچ الناس فد ناس
تسولف لي، اوتسولفني،
اوتسوّي الموت بالميتين اِحساس.
اوتجدَّدني ألف ليله اوليله بيها
شهرزادي اتعيدني اوكل ليله تنعاد.
•••••••••••••••••••••••••
يا ساحة التحرير
ياعش السوالف و التصاوير
يا ساحة التحرير
يا طعم المصايب و الضماير و الخناجر والمزامير
يا ساحة التحرير
يا دورة فلك عالگاع،
دورينه فواتح بالنواعير
دورينه هلاهل بالتراچي اتطير
دورينه سراير بالمواعيد
لو ساعة صفر بين الثواني اتحير.
•••••••••••••••••••••••
بغداد ابليلتي هذي
سهر يآخذني سهر بيها
اودهر يآخذني عمر بيها
تآريخ انبنئ مرات
اوتآريخ انهدام مرات
اوتآريخ انكتب مرات
اوتآريخ انمحئ مرات
والتآريخ بين الصار و الماصار و اليمكن يجي و يصير
انرسم آيات بين الحين و الحين
تخط الكون و الأنسان بالأنسان تكوين.
اوتتلالئ الذاكرات ابتالي هذا الليل
ستاير نور تطرز الشوف أحلام اوشناشيل،
حدرها الناس نص اشباح - نص ارواح، يعتقها الدهر مابين غضبتها أوصبرها
اويدولبها القهر مابين سكتتها اوحبرها
اويمرجها سكرها البيها ع البيها،
اويتعابر بعضها ع بعض بيها....
ضحيه اتصير جلاد،
اوجلاد ابدم ضحيته ايصير مجلود،
اويخط الدم حدود الويل بالويل.
اوعلئ افلاك السراب البيَّ و آلبناس
تململ بالصدئ والشوف
صليل اسيوف يتوامض وي صهيل الخيل.
هجسته اتماوج ابنبضي صَدِح إيقاع
يرتلني علئ اطيوفي،
مواويل ابنص نواعي
اونواعي ابنص مواويل
اوعلئ نگر الحوافر ذيچ
النقشت ع الزمن سفر المراجيل،
تتعالئ القوافي بالصدئ آيات
يرتلها الزمن، والكون ينسجها قياثير،
تطرز العقل بالروح و الحس
اوتطرز الشوف بالشوف...
ال"رأئ كل شيْ..."
اونقش حلمه علئ احدوده البلايه احدود
ضوه يمتد بالضوه ضيْ.
•••••••••••••••••••••
•"جوقه بابليه"
هوَّ الشاف كل شَيْ من گبل كل شيْ
فاشهد يا زمان، أويا مكان،
اوياجيل اليجي ابإنسان
اويارب سيرَّ الأكوان
من روحه ابتدئ الشوف
اومن شوفه ابتدئ الضيْ.
يا ساحة التحرير،
ياقرآن بالعِرفان خطَّه الخالق - الإنسان.
آياته علم بالروح
راياته حلم بجروح،
يضوي الثار بيها ابثورته التعلئ اوتعلي...
بالحُب و الفكر والشوف وابعاد الضمير.
•••••••••••••••••••••••••••
اويصير الليل بالليل
ستاره اتزحزحت عن سماها ابنور
يزحف ع السما، والكون يتهادئ شناشيل.
تتناسج عليها امطرزات ابنور
مصابيح السما البلور.
اوحدرها اتدور
مصابيح الشوارع اللي بينه اتدور،
فضه امطرزه ابفضه
اوضي امطرزا بضيْ
اوعلئ افلاك المدينه اتململ التآريخ
صليل اسيوف تتحنئ ابصهيل الخيل،
صداه يتماوج ابنبضي مواويل.
اورحت بي ألملم كوني من كوني
واشد الحيل من تالي بگايه الحيل
سفينه اتهادرت اعلئ اشطوط مزروعه فنارات.
اويلملمني ابوجوده و بحدوده
فجر ثاني يمد حده ابتوالي احدود مآهي احدود،
شبح لآنسان بيه انسان،
يشيل الناس اجناس بيها الناس
كون اوكائنات اتدور بيها الكون
تتلاشئ اوترد بالذات تبني الذات.
اوتجي بغداد بخيالي
عنقاء امن الرماد اللي انطفت بيه تحوم
سويره اتمد دوايرها اببحر تاريخ ...
يرصعها شمس ترفد شمس
نزف يرفد نزف
وگلوب تعلي اگلوب
تتشيد مناير تعلي بوذان
يبني انسان يعلي ايآيته إنسان.
•••••••••••••••••••••••
•(جوقه قرمطيه)
- ياضيْ المناير لا تزوگ الذل
يافيْ الحدايق لا تضيّف الذل
يا ساحة التحرير ................
يا دورة قوآنه الماتعرف اتمل.
ش-س

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق